الخميس، 31 مايو 2018

عودة بعد ثمان سنوات..وهل يجوز للسينمائي أن يلعب دور الناقد؟

لقد مرت ثمان سنوات على أخر مقال نشرته على هذه المدونة. ثمان سنوات مررت فيها بتغيرات كبيرة في حياتي وتنقلت فيها بين بلاد مختلفة للدراسة وللعمل قبل أستقر أخيراً في مكاني الحالي.
التغير الأهم الذي مررت بيه أثناء هذه الفترة هو إني قررت أخيراً أن أمتهن السينما. فبمعني آخر، لم تعد السينما بالنسبة لى هواية أو حلم، إنما هي مصدر رزقي. صناع السينما ليسو مجرد شخصيات معروفة أتحدث عنها بصفة الغائب إنما هما أقراني. هذا التغير أدخلني في دوامة أخلاقية فيما يخص الإستمرار في التدوين عن الأفلام. فكوني امتهنت السينما وضعني تلقائياً في خانة المنافسة مع صناع السينما من حولي، فهل يجوز لي أن أستمر في نقد أعمالهم من خلف ستار اسم مستعار؟..هل يجب على أن أتخلى عن إحدي هواياتي المفضلة ألا وهى مشاهدة الأفلام والتحدث عنها لمجرد كوني قررت أن أمتهن السينما؟..هل سأستطيع التحدث بصراحة عن أعمال زملاء قد تربطني بهم علاقات مهنية أو صداقة ؟..هل سأكون منصف تجاه أعمال لأشخاص قد يكون بيننا خلاف شخصي أو مهني؟..لقد فكرت كثيراً في هذه التساؤلات و حاولت طوال هذه السنوات أن أقمع هذه الرغبة في التدوين إلا أنني لم أنجح في التغلب عليها تماماً. وكانت هذه الرغبة تعبر عن نفسها عن طريق نشر أفيشات أفلام أحبها على صفحتى الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، وأحياناً عن طريق إضجار الأشخاص من حولي بالتحدثِ عن فيلم أحبه لمدة طويلة.
نظراً لعدم تمكني من التغلب على هذه الرغبة، لقد توصلت لحل وسط ألا وهو أن أخصص هذه المدونة للتحدث عن الأفلام التي أحبها والتي أريد أن ألفت إليها الإنتباه والتحاور معكم حولها. نعم، أعترف بإنني مثل أي محب للسينما أستمتع أحياناً بمشاهدة الأفلام الرديئة كي أنقدها وأسخر منها ولكن كوني الآن أصبحت صانع سينما يجعلني أتعاطف مع أي شخص حاول أن يصنع شيئاً. إذا كان هذا العمل يعجبني فيمكنني أن أتحدث عنه وألفت إليه إنتباه القراء، وإذ لم يعجبني فيمكنني بكل بساطة أن أتجاهله.
فواقع الأمر هو أن الحياة قصيرة ومهما حاولت لن أتمكن من مشاهدة كل الأفلام التي تستحق المشاهدة قبل موتي. فلماذا أضيع وقتي ووقتكم في التحدث عن أفلام أراها رديئة بينما هناك أفلام عظيمة لا تحظى بالإهتمام الذي تستحقه؟ فأهلاً بكم من جديد على مدونة "سينما وأشياء أخرى".

هناك تعليق واحد:

  1. حسن الطالع جعلني أجد مدونتك في يوم رجوعك. وأتيت الآن لأرى جديدك ومدى تطورك بلاغةً وفصاحةً وأفكارًا فعندما أقيس مدى تطوري ببضع سنوات أرى أن تقدمي كان هائلًا جدًا -بالنسبة لي- ولهذا متشوق لأرى جديدك بعد مضي ٨ سنواتٍ كاملة.

    ردحذف